السفير أحمد اليحيى لـ(الجزيرة): سمو أمير منطقة الرياض امتدح الفكرة وشكرني عليها
استحدث جائزة للمهنيين والحرفيين السعوديين واختار المجمعة مقراً لها
السفير أحمد اليحيى لـ(الجزيرة): سمو أمير منطقة الرياض امتدح الفكرة وشكرني عليها
في مقابلة صحفية مع مؤسس الجائزة السفير احمد بن حمد اليحيى- صحفية الجزيرة – الأحد 12 رجب 1435
المجمعة – فهد الفهد:
نسمع ونقرأ عن جوائز علمية وثقافية تقام للمبدعين والمتفوقين، منتشرة في أغلب مناطق ومحافظات المملكة، إلا أنه قل أن نرى أو نسمع عن جائزة للمهنيين والحرفيين، هذه الفئة التي توليها حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً من خلال ما تقدمه لهم من دعم ومساندة. السفير أحمد بن حمد اليحيى وكيل وزارة العمل لشئون العمل سابقاً وعضو مجلس الشورى سابقاً وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت سابقاً، قد يكون من القلائل الذين فكروا بحسهم الوطني في استحداث جائزة أطلق عليها اسم (جائزة أحمد بن حمد اليحيى للمهنيين والحرفيين السعوديين المتميزين في عملهم الميداني). واختار مسقط رأسه مدينة المجمعة لتكون مقراً لها، ومن المتوقع لها أن تحقق أصداء واسعة على مستوى المملكة، إذ لن تقتصر على محافظة المجمعة فحسب بل ستشمل جميع الحرفيين والمهنيين الراغبين في المشاركة على مستوى المملكة، وللتعرف على هذه الجائزة (النادرة) وأهدافها، وما يتعلق بها التقينا بالسفير أحمد بن حمد اليحيي وسألناه في مستهل هذا اللقاء:
* بداية ما الذي دفعكم لتأسيس هذه الجائزة؟
يعز على الوطن وعلى كل مواطن مخلص غيور أن يشاهد ساحة العمل الحر الأهلية شبه خالية من مهني وحرفي من شباب وطننا الغالي سواء من تعلم حرفته ومهنته بنفسه أو من نال تدريباً تقنياً ومهنياً على الحرف والمهن التي يحتاج إليها السوق والأهالي بالرغم من أن الدولة -أدام الله عزها- خرَّجت ولا زالت تُخرج آلاف المهنيين والحرفيين السعوديين من معاهد التدريب التقني والمهني في كل عام وتنفق الكثير على تأهيلهم، وتشكر على جهودها في تدريب الشباب السعودي في كل مكان.. ومن المؤسف أن سوق العمل الحر في القطاع الخاص في مدننا ظل شبه خال من هؤلاء المهنيين والحرفيين المواطنين الخريجين المؤمل منهم دخولهم فيه لممارسة مهنهم وحرفهم بأيديهم، فتركوه للعمالة الوافدة تجني ثماره بالرغم من جهود وزارة العمل في إعمال خطط وبرامج تُسهل وتُيسر عملية توظيفهم في القطاع الخاص ودفعهم للعمل في السوق الحر لسد حاجات الأهالي.. فأصبح هذا السوق فرصة ذهبية للعمالة الحرفية الوافدة يجنون منه الخيرات الوفيرة فيما يظل الشباب المهني السعودي غائباً عنه لا يستفيد من خيراته من حرف الإنشاء والتعمير بمختلف فروعها، ميكانيكا السيارات والسمكرة، كهرباء المنازل وسباكتها، الطباعة، النجارة والموبيليات، الخياطة، الطباخة، الجزارة، الخرازة، الحلاقة. لقد بات هذا السوق يشهد عزوفاً كبيراً من المهنيين والحرفيين السعوديين الشباب فأضحى ميدانه رحباً للعمالة الوافدة يدر عليهم ذهباً في غياب شبابنا عنه. وشخصي المتواضع كمواطن غيور على مستقبل العمالة الوطنية وأمنيته أن تكون هذه الفئة من المهنيين فاعلة في خطوط الإنتاج الوطني وفي خدمة حاجات الأهالي في السوق الحر بالذات، وكوني ملماً ببعض أمور العمالة وشئونها وقضايا التوظيف بحكم تخصصي الدراسي في علومها وأمورها، فقد كنت لصيقاً بهموم القوى العاملة الوطنية وقضايا التوظيف والبطالة ناهيك عن أني قبل عضويتي في مجلس الشورى في أول دوراته وسفيراً لخادم الحرمين الشريفين في دولة الكويت، كانت جميع خدماتي الوظيفية الحكومية في وزارة العمل حتى أصبحت وكيلاً لشئون العمل لمدة عشر سنين، وشاركت في عضوية مجلسي إدارة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ومجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، مما جعلني أحاول مشاركة المسئولين هموم العمالة الوطنية في هذا الميدان وتأدية خدمة تطوعية للوطن الغالي.
هذا الوضع وكوني أعيش هذا الهاجس منذ وقت أوجد لدي رغبة المساهمة – خدمة لوطني ولشبابه – في خطوة يكون من شأنها تحفيز هذه الفئة المباركة من حرفيي ومهنيي شباب هذه الأمة، لذا قررت بجهودي وبتمويل ذاتي مني تخصيص جوائز مالية للمتميزين السعوديين في ممارسة مهنهم وحرفهم بأيديهم. وستستمر هذه الجوائز تقدم على مر السنين بعون الله.
* ماذا تتوقعون أن تكون محصلة هذه الجائزة ونتاجها على مستوى الوطن؟
ج – لا شك أن ثمة أهدافاً أرنو إليها وأسعى راجياً من الله سبحانه وتعالى أن تتحقق ولعل الرئيس منها التالي:
تحسين صورة العمل الحر في سوق العمل الأهلي لدينا وتغيير النظرة السلبية للبعض تجاهه، وتعريف المجتمع والأهالي بكفاءة وبقدرات الشباب السعودي في إنجاز عملهم بإتقان عند مزاولة العمل الحر بأنفسهم وبأيديهم، وكذلك تخفيف ظاهرة انكباب خريجي المعاهد والمراكز المهنية على الأعمال الإدارية وعدم التفات أكثرهم لمزاولة مهنهم التي تخصصوا فيها، وتحفيزهم لمزاولة العمل المهني الحرفي الحر بأيديهم لسد حاجة القطاعات وحاجة الأهالي محلياً، ومحاولة تعويدهم عليه، والرفع من شأن الحرف والمهن بين تشكيلات الشباب في أواسط المجتمع وتعزيز مكانتها وأهميتها لاحتياجات الوطن، كذلك نشر ثقافة العمل المهني الحر في أواسط المجتمع وزرع الثقة بين المهنيين السعوديين والأهالي، والتعريف بمزايا مزاولة العمل الحرفي الذاتي وعوائده المادية على الفرد، وزيادة وعي الشباب لتوظيف قدراتهم الفنية والمهنية للانخراط في خطوط الإنتاج الوطني وتقليص الاعتماد على العمالة الوافدة في هذه الحرف، إضافة إلى تشجيع ذوي الكفاءات المهنية ممن تخلف أو تقهقر عن دخول السوق الحر الذي يزخر بآلاف الفرص لتغيير رأيه للانخراط فيه مجدداً للحصول على عمل مناسب فيه، وتحفيز الحرفيين والمهنيين السعوديين للاستفادة من الأجور المرتفعة في سوق العمل الحر. وأعول على هذه المكتسبات كثيراً وأرجو ألا يخيب مسعانا في تحقق هذا الهدف الوطني.
* لماذا اخترتم محافظة المجمعة ومدينة المجمعة بالذات لتكون منطلقاً لهذه الجائزة؟
الحقيقة التي ليس فيها مراء ولا مجاملة أنه مزروع في وجداني أن كل بقعة من بقاع المملكة هي وطني ومصدر فخري واعتزازي، وأي مدينة من مدن وطني تستأهل أن تقام فيها جوائز.
ولكن .. ومع أني جعلت مقر الجائزة في مدينة المجمعة، مسقط رأسي، التي أفتخر بها ولها مذاق خاص عندي، كما ولها عندي عزوة وتستحق الوفاء من قبل أبنائها، كذلك ثمة سبب آخر وهو أنه يحسن بنا ألا نجعل مقرات كل مناسبات الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية متمركزة في كبريات المدن فحسب، فهي تزخر بمثل هذا، ولكن يجب إعطاء بقية المدن فرصها وحقها من هذه الأنشطة ومن هذه المناسبات، فهي ولله الحمد والمنة بفضل الله ثم بفضل رعاية الدولة أدام الله عزها لها حيث أوجدت فيها كل أسباب النهضة ومقومات المدنيّة والتحضر فباتت الآن مؤهلة لاستيعاب كل أوجه العولمة الإيجابية.
* هل هذه الجائزة خاصة بحرفيي ومهنيي محافظة المجمعة فقط أم أنها موسعة؟
أحسنت على هذا السؤال ويسرني أن أقول نعم بأن الدعوة شاملة لجميع المهنيين والحرفيين السعوديين في مناطق المملكة كافة من مدن وقرى.
* كم عدد الجوائز وهل هناك شروط يجب توافرها للدخول في المسابقة؟
عدد الجوائز لهذا العام أربع عشرة جائزة لساكني سبع مهن بواقع فائزين عن كل مهنة، أما من حيث الشروط فليس ثمة شروط معقدة للتسابق في الحصول على الجائزة فقد جعلناها سهلة جداً، هي أن يكون المتسابق سعودياً وأنه يعمل فعلاً بيده في مهنته وحرفته ويزاولها في سوق العمل الحر لتلبية احتياجات الأهالي، وغير مرتبط بوظيفة حكومية أو شركة أو مؤسسة يحصل منها على أجر شهري، فهو المستهدف بالجائزة، فما على المهني والحرفي السعودي المتسابق سوى الدخول على موقع الجائزة وتعبئة استمارة الترشيح وهو في مقر عمله وفي مدينته أو قريته وبعثها إما عبر الموقع الإلكتروني للجائزة أو بعثها عبر البريد على عنوان مقر الجائزة. بعد ذلك ستقوم لجنة الجائزة بمقر الأمانة بفحص الاستمارات، وقد تحتاج إلى إيفاد أحد أعضائها أو مندوب عنها لموقع المرشح في مكان عمله وإقامته لاستكمال ما يتبقى من متطلبات.. ولعلي استثمر هذه المناسبة لأدعو جميع إخوتي المهنيين والحرفيين السعوديين في كافة مناطق بلادنا الغالية أن يستفيدوا من هذه الفرصة ويشرفونا بالتسابق فيها، حيث سيقام حفل تكريمي للفائزين وسيتم تسليمهم الجوائز وستستقبلهم أمانة الجائزة في مدينة المجمعة التي سيقام الحفل فيها، وسنمنح الفائزين القادمين من مناطق بعيدة تذاكر سفر وعودة بالطائرة من مقر إقامتهم إلى أقرب مطار إلى مدينة المجمعة، كما وسنستضيف الوافدين منهم القادمين من خارج محافظة المجمعة لمدة ليلتين حيث سيتعرفون على منطقة أخرى من مناطق بلادهم العامرة.
* هل جرى اتصال من قبلكم مع مسئولين في الحكومة؟
نعم لقد تشرفت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير الرياض قبل خمسة أشهر تقريباً وبالتحديد في يوم الثلاثاء 30-1-1435هـ في مكتبه بالإمارة، وقدمت لسموه مشروع الجائزة برفقة خطاب له وشرحت لسموه أبعادها وأهدافها والدوافع الرئيسة لتأسيسها فامتدح الفكرة وقال (أشكرك على هذا الحس الوطني)، وهو الأمر الذي أثلج صدري وزادني اندفاعاً لتحقيق هذا الطموح، كما رفعت مشروع الجائزة إلى معالي وزير العمل برفقة خطاب مني أشرح فيه الدافع للجائزة مبيناً أهدافها، وطلبت بتاريخ 26-12-2013م عبر البريد الإلكتروني للوزارة موعداً لمقابلة معاليه لإطلاعه على المشروع وشرح أهداف الجائزة، كما رفعت مشروعها لمعالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الذي يتضمن أهداف الجائزة وتفاصيلها، فأحال المشروع إلى مؤسسة (ريادة)، فاتصل بي الدكتور شريف العبد الوهاب المشرف العام على المؤسسة، وأثناء مقابلته امتدح الفكرة وأبدى استعدادهم في المساندة والتعاون، كما قمت بتزويد سمو محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل بنسخة من مشروع الجائزة، وقمت بعدها بزيارته في مكتبه بالإمارة وحدثته حول مشروع الجائزة وشرحت له أهدافها والدوافع الرئيسة لتأسيسها واختيار محافظة المجمعة مقراً لها، فأثنى سموه على الفكرة وتمنى أن تكون لها ثمار مفيدة للمجتمع.
لقراءة المقابلة في موقع الصحيفة إضغط هنا